اعداد القتلى وصلت الى اربعين قتيلا لحد الآن
مقتل وإصابة العشرات في أكبر حريق تشهده إسرائيل
الجمعة, 03 ديسيمبر 2010
الناصرة - أسعد تلحمي
Related Nodes:
أحصت أجهزة الإسعاف والطوارئ في إسرائيل مساء أمس 22 قتيلاً على الأقل قضوا في حريق هائل شب ظهر أمس في غابات جبل الكرمل، في أعالي مدينة حيفا، وصفه المسؤول عن خدمات الإطفاء بأنه أكبر حريق تشهده إسرائيل منذ قيامها.
وتواصلت حتى ساعة متقدمة من الليل محاولات إطفاء الحريق الذي التهم مساحات واسعة من الأحراش وهدد بالتهام قرى مجاورة. وشاركت في محاولات إطفاء الحريق قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي ووضعت مروحيات إنقاذ عسكرية تابعة لسلاح الجو في حال تأهب، وذلك بأمر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الذي ألغى كل ارتباطاته وتابع هاتفياً الأنباء الواردة من حيفا. وعملت طواقم الإطفاء على منع انتشار النار نحو حي «دينيا»، أحد أفخم الأحياء في المدينة، وإلى قرى عسفيا ودالية الكرمل وعين حوض العربية المجاورة التي انقطع عنها التيار الكهربائي في أعقاب الحريق وعاش أهلها ساعات رعب مخيف، ونحو السفوح الغربية لجبل الكرمل.
وكانت قوى الإنقاذ أفرغت «كيبوتس» بيت اورن وبعض أحياء قرية عسفيا من ساكنيها. وإذ شرعت في إخلاء سجن «الدامون» المحاذي من سجنائه (نحو 500 معظمهم من الفلسطينيين) طلبت المساعدة في الإخلاء ونقل السجناء إلى سجن آخر، فتوجهت نحو السجن حافلة تقل 50 شاباً ملتحقين بدورة سجّانين، لكنها حوصرت في طريقها وسط ألسنة النيران وانقلبت في الطريق المتعرج والصعب وقتل 22 من ركابها، وسط توقعات بأن عدداً منهم هم من أبناء الطائفة الدرزية. وقالت الإذاعة إن نحو 50 شخصاً أصيبوا إصابات متفاوتة جراء الحريق.
وقال ضابط الإطفاء حيزي ليفي للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي: «لم نشهد منذ قيام دولة إسرائيل مثل هذه الحرائق. انها مخيفة، نحن نرى عدواً كبيراً أمامنا». وتابع: «تدربنا كثيراً لكنا لم نشهد مثل هذه الحرائق حيث ترتفع ألسنة اللهب نحو أربعين وخمسين متراً»، محذراً من انها «ربما ستستمر لأيام عدة. وقد نحتاج مساعدة من دول تركيا واليونان وايطاليا وقبرص وروسيا».
لكن أوساطاً في مكتب رئيس الحكومة قالت إنه لم يتقرر بعد ما إذا كانت إسرائيل ستتوجه إلى دول أجنبية للمساعدة في إخماد الحريق.
وقال مدير عام محطة الإسعاف الإسرائيلية إن الحريق هو «أخطر حادث في تاريخ الدولة»، مضيفاً أن عدداً من رجال الإنقاذ عالقون في قلب الغابات.
ويرجح أن يكون الحريق اندلع بدايةً في مكب للنفايات لكن مع هبوب الرياح الشرقية القوية، ووسط طقس حار وجاف، انتشرت النيران بسرعة كبيرة والتهمت مساحات شاسعة من الغابات، بعضها أحراش طبيعية وآخر أشجار مزروعة. وكالعادة، أعلنت الشرطة أنها باشرت التحقيق في أسباب الحريق وما إذا كان حريقاً متعمداً، أو على خلفية قومية.